مصادر المياه , من موسوعة أساسيات علم البيئة مصادر المياه
قلنا قبل قليل أن الماء يجب أن ينظر إليه كمورد طبيعي يتوزع في أرجاء الأرض قلة أو كثرة ، عذبا أو مالحا ، جاريا أو راكدا . فما هي مصادر المياه على الأرض و ما هي أنماط توزيعه ؟أشكال المياه على الأرض
يوجد الماء على الأرض في أشكال كثيرة تبعا للمكان الذي يوجد فيه .
تشغل مياه البحار و المحيطات قرابة 71% من مساحة سطح الأرض . و تشكل 97 . 6% من مجموع مياه الأرض . معدل ملوحة مياه البحار و المحيطات 3 . 5% أي 35 غم في اللتر . غير أن وجود المضائق بين البحار والمحيطات لا يسمح بأن تكون مياهها متساوية الملوحة تماما . زد على ذلك أن المناطق المدارية كثيرة الأمطار و الأنهار تقلل من ملوحة المناطق البحرية المحاذية لها . ثم إن درجة حرارة مياه المحيطات في أقصى شمال الأرض وجنوبها تكون باردة جدا ومن ثم كثيفة . مما يؤدي إلى أن تغوص إلى الأسفل تحت المياه المدارية و الاستوائية . ينشأ عن ذلك كتلة مائية مؤكسدة متحركة في قيعان المحيطات تحت المياه الدافئة . مما يؤمن الأكسجين للكائنات البحرية التي تعيش في أعماق المحيطات .
و في بعض المناطق المحيطية تتشكل التيارات الصاعدة Upwelling Currents بفعل الرياح فترتفع إلى سطح المحيط المياه الباردة الحاملة للغذاء الوفير من الفوسفور و السيليكون و غيرها الضرورية للعوالق البحرية النباتية . و بالإضافة للنظم البيئية البحرية التي درسناها سابقا تلعب مياه المحيطات دورا مهما في ضبط مناخ الأرض و في كمية المياه المتبخرة من سطحها التي تغذي مياه اليابسة السطحية و الجوفية . و على الرغم من أن مياه البحار و المحيطات لا تصلح للشرب و نشاطات الإنسان الصناعية و الزراعية إلا أن المستقبل القريب سيجبر كثيرا من الشعوب على تحلية هذه المياه بسبب شح المياه العذبة فيها . الجليديات GLACIERS
نعني بالجليديات المياه المتجمدة في المناطق القطبية و على قمم الجبال العالية . توجد معظم هذه الجليديات في القارة المتجمدة الجنوبية حيث تكون 85% من جليد الأرض جميعه و بسمك قرابة 2 كغم . تبلغ نسبة مياه الجليديات 2 . 07 من مجموع مياه الأرض . و هي مياه عذبة صالحة للشرب . غير أنها ليست متوفرة للبشر بسبب بعدها و عدم سهولة التعامل معها لأنها صلبة . و من الجدير أن نلاحظ أن ثلاثة أرباع المياه العذبة على الأرض موجودة في الجليديات
المياه الجوفية GROUNDWATER
و هي المياه الموجودة في باطن الأرض مختزنة في مسام الصخر أو شقوقه . وقد ذكرنا في دورة المياه سابقا أن مياه الأمطار تتوزع في ثلاثة مسارب . إذ يتبخر الجزء الأعظم منها و يعود إلى الجو . أما الجزء الثاني فهو مياه الجريان Runoff الذي ينشأ عنه المياه السطحية . يبقى الجزء الثالث الذي يرشح عبر التربة والصخور إلى باطن الأرض مكونا المياه الجوفية . تحوي المياه الجوفية ثاني أكبر كمية من المياه العذبة بعد الجليديات (جدول 1 . 6) . تتفاوت كمية المياه الجوفية تبعا للعمق من سطح الأرض .
جدول 1 . 6 : نسب أشكال المياه في الغلاف المائي
المياه العذبة % | مياه الأرض جميعها
| |
| 97 . 6 | المحيطات
|
2 . 07 | 73 . 9 | الجليديات |
25 . 7 | 0 . 33
| المياه الجوفية |
البحيرات
|
0 . 36 | 0 . 007
| عذبة
|
| 0 . 009 | مالحة |
0 . 004 | 0 . 0001 | الأنهار
|
0 . 04 | 0 . 001
| الغلاف الجوي
|
توجد المياه الجوفية القابلة للاستخراج في الصخور ذات المسامية و النفاذية الجيدة . و ندعو مجموع الطبقات الحاملة للمياه الجوفية الخزان الجوفي Aquifer . و هو نوعان تبعا للعلاقات الطبقية الصخرية و طريقة التغذية Recharge . فالخزان الجوفي غير المحصور Unconfined Aquifer يتغذى من مياه الأمطار الراشحة من جميع سطح المنطقة التي يقع الخزان تحتها . كما أن الضغط على المياه في هذا النوع من الخزانات الجوفية يساوي ضغط الهواء الجوي لأنه لا توجد طبقات كتيمة ( غير منفذة ) بين سطح الماء فيه و بين الهواء الجوي . أما الخزان المحصور Confinedd فإن الطبقات الحاملة للمياه تكون محصورة بطبقات كتيمة من فوقه و من أسفل منه . و لا يتغذى إلا من أماكن محددة غالبا ما تتكشف في المناطق الجبلية . تعتمد كثير من الشعوب على المياه الجوفية كمصدر رئيسي للمياه كالأردن والكثير من الدول العربية ذات المناخ المناسب التي تقل فيها المياه السطحية . غير أنه يجب التعامل مع هذا المصدر المهم بحذر شديد كما سنوضح ذلك في عنوان لاحق . المياه السطحية SURFACE WATER
و نعني بها مياه الأنهار و الجداول و البحيرات و المستنقعات و البرك . مصدر المياه السطحية في الغالب هو مياه الأمطار و الثلوج و أحيانا المياه الجوفية . تكون مياه الأنهار والجداول نسبة 0 . 0001% من مجموع مياه الأرض . انظر جدول 1 . 6 . غير أن هذا النوع من المياه ذو أهمية كبيرة للإنسان و البيئة لسهولة الحصول عليه أو لأن البشر يستطيعون العيش قربه . أما البحيرات فهي منخفضات قارية متفاوتة المساحة و العمق تحوي المياه العذبة على مدار السنة . تحوي البحيرات من المياه مائة مرة ما تحوي الأنهار مجتمعة ( جدول 1 . 6 ) . و على الرغم من ذلك تبقى مياه الأنهار و الجداول أكثر قربا و توفرا للبشر من مياه البحيرات . فالنيل مثلا يروي العديد من البلدان الممتدة بين شرق إفريقية ومصر . بقي أن نذكر أن جزءا مهما مياه البحيرات مالحا لا يصلح للاستعمال البشري دون معالجة . المياه العذبة FRESH WATER
على الرغم من أهمية مياه المحيطات للنظم البيئية البحرية و ضبط مناخ الأرض ( حرارة و أمطارا ) إلا أنها مالحة جدا لا تصلح للاستعمال البشري في الشرب أو الزراعة أو الصناعة . كذلك فإن مياه الجليديات العذبة موجودة في مناطق بعيدة جدا عن أماكن عيش البشر . مما يجعلها غير متاحة لهم بسهولة . و هذا يعني ببساطة أن أكثر من 99 من مياه الأرض لا يستطيع الإنسان استعمالها في أغراضه اليومية . وبعبارة أخرى فإن أقل من 1% من مياه الأرض هي المياه العذبة ( المياه الجوفية و الأنهار و البحيرات ) المتاحة للبشر جميعهم الذين بلغوا الآن أكثر قليلا من 6 بليون نسمة . و الأسوأ من ذلك أن هذه الكمية الضئيلة من المياه لعذبة نسبة لمجمع مياه الأرض غير موزعة بانتظام على أقطار الأرض المختلفة . فالأمطار ليست موزعة بانتظام جغرافيا و لا هي منتظمة في المنطقة الواحدة على مدار السنة . و لا تختلف الأنهار و البحيرات عن ذلك . و سنفصل القول في هذا الموضوع بعد أن نصف المياه العذبة . صفات المياه العذبة FRESH WATER QUALITY
قلنا أن مياه الأنهار و الجداول و قسما من المياه الجوفية و البحيرات هي مياه عذبة . غير أن هذه الأنواع من المياه ليس لها الصفات ذاتها . و سنحاول فيما يلي أن نبرز الصفات الرئيسية الفيزيائية و الكيميائية و البيولوجية التي تؤثر في نوعية المياه العذبة و ذلك من خلال الفحوصات الفيزيائية و الكيميائية و البيولوجية التالية :
الفحوص الفيزيائية
تقاس درجة حرارة المياه مباشرة بعد الحصول على العينة من المصدر .
تعبر العكورة بشكل عام عن قياس درجة الصفاء لعينة الماء لتقدير مدى خلوها من المواد الغروية و المعلقة مثل الطين و الغرين و المواد العضوية . و يعتمد قياس العكورة على طول مسار الضوء خلال عينة الماء و وحدة قياسها هي ( Nephlemetric Turbidity Unit NTU ) وحدة عكورة نفلومترية . و للعكورة أهمية كبيرة في تحديد مدى صلاحية المياه للشرب و للاستعمالات المنزلية . حيث أن المياه الخالية من المواد الغروية المعلقة تكون أكث قبولا للمستهلك . أضف إلى ذلك أنه في حال وجود عكورة في المياه يكون احتمال وجود بعض الممرضات كبير . حيث يمكن احتماء هذه الممرضات في الفراغات الدقيقة جدا في المواد الغروية أو المعلقة من التماس مع الكلور في حال تعقيم المياه . و بشكل عام و حسب نوعية المواد العالقة أو الغروية فإنها تستهلك كمية إضافية من الكلور في حال تعقيم المياه ذات العكورة المرتفعة وقد أجمعت معظم مواصفات مياه الشرب المحلية والعالمية على أنه في حال وصول عكورة المياه إلى خمس وحدات NTU فإنه لا يسمح باستخدامها للشرب و يجب معالجتها للتخلص من العكورة .
الطعم و الرائحة TASTE AND SMELL
تعتمد هذه القياسات على الطريقة الحسية و على خبرة الفاحصين و يختلف طعم و رائحة عينة الماء تبعا للغازات الذائبة فيها كغازي كبريتيد الهيدروجين و الأمونيا أو المواد المعدنية كالحديد و المنغنيز أو العضوية كالفينولات ، و الفينولات المكلورة و الهيدروكربونات المكلورة أو حسب طبيعة البكتيريا في العينة .
ينتج اللون في المياه عن وجود بعض الأملاح الذائبة أو المواد العضوية . و يقاس بالمقارنة بمحاليل معيارية .
الفحوص الكيميائية CHEMICAL TESTS
تهتم الفحوصات الكيميائية للمياه بتقدير درجة الحموضة و قياس مجموع المواد الذائبة الكلية و الموصلة الكهربائية و عسر الماء و محتواها من العناصر الشحيحة التي تضر بصحة الكائنات الحية . و نورد فيما يلي و صفا موجزا للخصائص السابق ذكرها .
درجة الحموضة هي اللوغارتم العشري السالب لنشاط أيونات الهيدروجين في الماء . و يعبر عنها بالأرقام من 0 - 14 . حيث الأرقام الأقل من 7 تشير إلى مياه حامضية و الأكثر من 7 تشير إلى مياه قاعدية عند درجة حرارة 25 مئوية ( سيلزيوس ) . أما الرقم 7 فهو للمياه المتعادلة و هو درجة الحموضة الأمثل للمياه العذبة . غير أن المياه تبقى صالحة للاستعمال البشري لو نقصت حموضتها قليلا عن 7 أو زادت عن 7 كمياه الكثير من الينابيع و الآبار في الأردن ( أكثر قليلا من 7 . 5 ) . و المياه الصالحة للاستهلاك البشري تتراوح درجة حموضتها ما بين 6 . 5 - 8 . 5 كما ورد في المواصفة الأردنية لمياه الشرب و الخطوط الاسترشادية لمنظمة الصحة العالمية .
مجموع المواد الذائبة TOTAL DISSOLVED SOLIDS ( TDS )
نعني بها مجموع المواد الصلبة الذائبة في الماء ذوبانا حقيقيا بحيث تبقى مع الماء في عمليات الترشيح . و هي قياس لنسبة ملوحة الماء . و تقاس إما بالنسبة المئوية ( % ) إذا كانت كميتها كبيرة مثل مياه البحر التي تحوي في المعدل 3 . 5% مواد صلبة مذابة . أي 3 . 5 غم / 100 مل ماء أو 35 غم / لتر ماء . و تقاس أيضا بأجزاء المليون ( ppm ) إذا كانت كميتها ضئيلة . كأن نقول أن المياه تحوي 5 أجزاء من المليون من الرصاص . و يمكن أن نحول كلا النسبتين إذا علمنا أن
1% = 10000 جزء من المليون
فتكون ملوحة مياه البحر تساوي 35000 جزء من المليون بينما تكون نسبة الرصاص المئوية في المثال السابق تساوي 0 . 0005% . تختلف المياه في نسبة المواد الذائبة أو الملوحة . فمياه الأمطار أقلها ملوحة خاصة عندما يكون الجو نظيفا غير ملوث بحيث لا تزيد مجموع المواد الذائبة عن 65 جزء من المليون . و ما أن تصل مياه الأمطار إلى الأرض حتى تذيب بعض المواد . مما يؤدي إلى زيادة المواد الذائبة في مياه الأنهار . و تكون المواد الذائبة في المياه الجوفية أعلى من الأنهار بسبب مكثها الطويل مع الصخور . أما البحيرات فتختلف ملوحتها تبعا للموقع من الأرض ( التبخر ) و كمية المياه و مصادرها التي ترفدها . مثالها ملوحة البحر الميت 35% تقريبا بسبب شدة التبخر و قلة المياه التي ترفده .
و بشكل عام كلما كانت الملوحة أقل كانت أفضل . فقد نشرب المياه التي بها 1000 جزء من المليون . غير أنها إن بلغت المواد الذائبة فيها 2000 جزء من المليون أصبحت غير قابلة للشرب و لكنها تستعمل في الكثير من الأغراض الزراعية و الصناعية . و لن ننسى أن نذكر أن بعض الزراعات كالموز و الحمضيات تحتاج إلى مياه قليلة الملوحة ( أقل من 10000 جزء من المليون ) . و كذلك فإن بعض الصناعات الدوائية قد تحتاج إلى مياه مقطرة . و يمكن قياس مجموع المواد الذائبة بطرق عدة . فمثلا يمكن أن يؤخذ حجم محدد بدقة من الماء في كأس ثم نسخنه حتى يتبخر الماء جميعه . فتكون المواد المتبقية في الكأس هي المواد الذائبة التي نريد التعرف على نسبتها . نزنها وننسبها إلى حجم الماء الأولي . فلو وجدنا 0 . 01 غم ملح في 50 مل ماء تكون نسبة المواد الذائبة 0 . 02 غم / 100 مل أو 0 . 02% و تساوي 200 جزء من المليون .
غير أن طريقة الموصلية الكهربائية Electrical Conductivity ( EC ) أسهل من الطريقة السابقة و أكثر سرعة . و فكرتها الأساسية هي أنه كلما زادت المواد الذائبة في الماء كلما سهل مرور ( توصيل ) التيار الكهربائي . فالمياه المالحة أسهل توصيلا من المياه العذبة و بالتالي تعطي قراءات أعلى من المياه الأكثر عذوبة . و بعبارة أخرى تكون المياه أكثر ملوحة كلما ارتفعت قيم الموصلية الكهربائية . و يمكن استعمال العلاقة التقريبية التالية لتحويل الموصلية الكهربائية إلى مجموع المواد الذائبة على درجة حرارة 25 سلسية :
TDS ( مغم / لتر ) = EC ( ميكروسمنز / سم ) × 0 . 64
ميكروسمنز / سم هي وحدة قياس الموصلية الكهربائية التي يقرؤها الجهاز . والطريقة الأكثر دقة في تحديد مجموع المواد الذائبة هي تحليل المكونات الذائبة في المياه و التي تمثل الأيونات الرئيسية الموجبة و السالبة كالكالسيوم و المغنيسيوم و الصوديوم و البوتاسيوم و الكلوريد و الكبريتات و البايكربونات و النترات . و مجموع هذه المكونات بالجزء من المليون أو الملغرام / لتر يمثل مجموع المواد الذائبة . أما فيما يتعلق بما تحويه المياه من مواد ذائبة أخرى فتراكيزها قليلة بحيث لا تؤثر على المجموع الكلي للأملاح الذائبة . و بشكل عام فإن نوعية الأيونات المذابة في المياه تلعب دورا هاما في تحديد استعمالات المياه و من أهم هذه الأيونات :
ـ الحديد Fe : يؤثر وجود أن الحديد المذاب في المياه تأثيرا كبيرا على إمكانية استعمالها و يعتبر وجود الحديد الذائب بتركيز أكبر من 0 . 3 جزء من المليون غير مرغوب في كثير من الصناعات و الاستعمالات المنزلية حيث يتركز تأثيره على الملابس و أدوات و أجهزة المطابخ إضافة إلى إعطاء المياه رائحة غير محببة ، و في حال وجود أيون الحديد في المياه الجوفية فإنه يؤثر على كفاءة و مدى خدمة البئر . و يوجد الحديد عادة على شكل الحديد الثنائي Fe+2 ( الحديدوز ) و الحديد الثلاثي Fe+3 ( الحديديك ) و يتحول الحديدوز بسهولة عند تعرضه للهواء الحاوي على الأوكسجين إلى حديديك . و الحديديك قليل الذوبان حيث يترسب على شكل هيدروكسيد الحديديك Fe( OH ) 3 و هذا يشجع بكتيريا الحديد ( ومثالها Crenothrix ) على النمو في مجموعات غروية مع أكاسيد الحديديك مما يؤدي إلى إغلاق مسام مصافي الآبار و يقلل من نفاذيتها و إنتاجية الآبار .
ـ المنغنيز Mn : يشبه المنغنيز إلى حد كبير أيون الحديد إذ تتحول بيكربونات المنغنيز إلى هيدروكسيد المنغنيز القليل الذوبان مما يشجع تواجد بعض أنواع البكتيريا اللزجة والتي تعمل على إغلاق مسامات مصافي الآبار . ويمكن معالجة مشكلة مصافي الآبار بإضافة محلول هكسا ـ ميتا فوسفات الصوديوم Sodium Hexa - Meta Phosphate الذي يذيب مكونات الحديد و المنغنيز و يمنع ترسبهما . ـ الصوديوم Na : عنصر الصوديوم من الفلزات الشائعة في الماء . و مرد ذلك إلى شيوعه في صخور القشرة الأرضية و سهولة ذوبانه فيه . و يؤثر الصوديوم سلبا على استخدامات الماء في الزراعة حيث يكسب التربة خصائص قلوية و يقلل من نفاذيتها . و لا توجد مخاطر صحية للصوديوم في مياه الشرب حيث يعبر عنه بصفة مستساغ . الكلوريد Cl - : يتفاوت تركيز الكلوريد في المياه من منطقة لأخرى اعتمادا على الوضع الجيولوجي و الهيدرولوجي للخزان الجوفي و الصخور التي تجري فوقها المياه السطحية . و التراكيز المرتفعة للكلوريد ما بين 250 و 350 جزء من المليون تجعل المياه غير مستساغة للاستعمال المنزلي و الصناعي و الزراعي .
ـ الكبريتات Sulfates : مصدر الكبريتات في المياه الجوفية أو السطحية ذوبان طبقات الجبس من مرور المياه خلال أو فوق الطبقات الصخرية الحاوية على الجبس أو تأكسد الكبريتيدات مثال : كبريتيد الحديد . و إذا ما احتوت المياه على أملاح كبريتات المغنيسيوم و الصوديوم فإنها تميل إلى المرارة في الطعم . و إذا احتوت مياه الري على تراكيز مرتفعة من الكبريتات فإنها تسبب أضرارا للنباتات حيث يترسب كبريتات الكالسيوم مما يؤدي إلى زيادة تركيز الصوديوم في محلول التربة كما يؤثر سلبا على بعض النباتات إضافة إلى تأثيره على نفاذية التربة . ـ العناصر الثقيلة و الشحيحة HEAVY AND TRACE ELEMENTS
تحتوي المياه أيا كان مصدرها على العديد من العناصر التي توجد بنسب بسيطة جدا و عادة لا تجري قياسات تراكيز هذه العناصر بشكل روتيني . دائما يهتم ببعض منها و الذي له تأثيرات ضارة بصحة الإنسان و النبات . انظر ملحق المواصفة الأردنية لمياه الشرب 20011 . يكفي أن نقول هنا أن مياه الينابيع الحارة مثل زرقاء ماعين أو الحمة شمال إربد أو عفرة في منطقة الطفيلة ترتفع درجات حرارتها كثيرا فوق درجة حرارة الجو . فقد تصل إلى 65 درجة سلسية في زرقاء ماعين . لهذه المياه الجوفية الحارة قدرة كبيرة على إذابة الكثير من المواد الصخرية التي قد يكون بعضها ذو خصائص علاجية إلا أنه لا ينصح باستعمالها كمياه شرب دون معالجة .
و هي احتواء بعض المياه على تراكيز مرتفعة من بعض العناصر المشعة كالراديوم أو الرادون و غيرها . فالراديوم يشبه عنصر الكالسيوم و بالتالي يحل محله في العظام و الأسنان و يكون له دورا مخربا لهما عندما يقوم بنشاطه الإشعاعي . أما الرادون فهو غاز خامل لكنه نشط إشعاعيا إذ يتحلل إلى مجموعة من النظائر ذات العمر القصير التي تسبب السرطان . و قد تحدثنا عن ذلك في فصل تلوث الهواء . المياه العسرة هي المياه التي تحوي نسبة مرتفعة من أيونات الكالسيوم و المغنيسيوم و البايكربونات و الكبريتات . و عسر المياه نوعان أولاهما العسر المؤقت حيث ترتبط فيه أيونات الكالسيوم و البايكربونات و يمكن التخلص من هذا النوع من العسر بغلي الماء . و النوع الثاني العسر الدائم و الذي يكون فيه ارتباط أيونات الكالسيوم و المغنيسيوم مع الكبريتات و لا يمكن التخلص منه بغلي الماء بل بواسطة عمليات ترسيب كيماوية أو بإمرار المياه على مواد طبيعية كالزيولايت أو مبادلات أيونات صناعية Ion Exchangers . و يشار إلى عسر المياه بمصطلح العسر الكلي Total Hardness . و الذي يمثل مجموع أيونات الكالسيوم و الماغنيسيوم المذابة في المياه و يعبر عنه بوحدة ميليمكافئ / لتر × 50 . و قد ثبت حديثا أن لا تأثيرات صحية تذكر نتيجة عسر المياه . و لا تعد المياه العسرة ملوثة و لكنها مزعجة في التعامل مع الصابون . و قد تؤدي إلى انفجار المراجل الكهربائية حيث تترسب كربونات الكالسيوم على المقاومات الكهربائية مما يؤدي إلى تقليل فعاليتها في تسخين المياه في المراجل . و يمكن التخلص منها بإمرار الماء على مواد طبيعية كالزيوليت أو مبادلات الأيونات الصناعية Ion Exchangg . تجري الفحوصات البيولوجية على المياه في حال استعمالها للأغراض المنزلية بشكل أساسي و كذلك للأغراضالصناعية الغذائية بهدف التأكد من خلوها من الملوثات كالبكتيريا و الفيروسات و الممرضات الأخرى . توزيع المياه العذبة
غير خاف على أحد أن الماء عامل محدد في بناء الحضارات . فحضارة الفراعنة في مصر و حضارات العراقيين القدماء و حضارة العرب القحطانيين في اليمن و حضارة الصينيين القدماء أمثلة واضحة على ذلك . فكيف تتوزع المياه العذبة على سطح اليابسة ؟
المياه المتجددة وغير المتجددة RENEWABLE AND NONRENEWABLE WATER
المياه المتجددة هي المياه السطحية أو الجوفية المتاحة للاستعمال البشري كل سنة أو بضع سنين و المرتبطة عادة بالهطل المطري . فيماه الأنهار و البحيرات هي مياد متجددة . و المياه الجوفية التي تغذيها الأمطار و الأنهار و الثلوج سنويا أو نحوا من ذلك هي أيضا مياه متجددة . بينما المياه الجوفية المختزنة في باطن الأرض منذ آلاف السنين تعد مياها غير متجددة لأنه لا يضاف لها مياه جديدة من مياه الأمطار مثلا . فيماه حوض الديسة في جنوب الأردن تعد مياها غير متجددة لأن الأمطار هناك قليلة جدا حيث أن كمية المياه التي تغذي خزان الديسة الجوفي قليلة جدا إذا ما قورنت بكمية المياه الجوفية في هذا الخزان .
عالميا
لا ينتظم توزيع المياه المتجددة على أقطار العالم أو أقاليمه و لا حتى قاراته . إذ تكثر هذه المياه في بعض الأقاليم مثل جنوب شرق آسيا و حوض الأمازون بينما تقل أو تنعدم تقريبا في بعض المناطق الأخرى كالخليج العربي . يوضح الجدول 2 . 6 توزيع المياه المتجددة في القارات . لاحظ كيف تحظى قارتا آسيا و أمريكا الجنوبية بقرابة ربع مياه الأرض المتجددة لكل منهما . غير أن الأرقام في هذا الجدول قد تكون مضللة . ذلك لأن كمية المياه الكبيرة في أمريكا الجنوبية يقع معظمها في حوض نهر الأمازون حيث الغابات الكثيفة التي تحد من سكنى البشر . أما في قارة آسيا فمعظم المياه فيها متركزة في جنوب شرق القارة ( بنغلادش و جنوب الصين و فيتنام و إندونيسيا و ماليزيا و غيرها ) بينما توجد مساحات شاسعة منها شحيحة المياه ( البلاد العربية و إيران و معظم الجمهوريات الإسلامية في وسط آسيا ) . أما توزيع المياه في الأقطار فقد أوضحنا أمثلة عليه في الجدول 3 . 6 في بعض الأقطار الغنية مائيا و الأخرى الفقيرة أو المعدمة مائيا .
جدول 2 . 6 : توزيع المياه المتجددة على قارات العالم
% من سكان العالم | % من الجريان العالمي الكلي | معدل الجريان السنوي كم3
| |
11 | 11 | 4225 | إفريقيا
|
58 | 26 | 9865 | آسيا
|
10 | 5 | 2129 | أوروبا
|
8 | 15 | 5960 | أمريكا الشمالية والوسطى
|
6 | 27 | 10350 | أمريكا الجنوبية
|
1 | 5 | 1965 | أوقيانوسيا
|
6 | 11 | 4350 | الاتحاد السوفييتي
|
100 | 100 | 38874 | العالم جميعه
|
عربيا
كان واضحا من العنوان السابق أن البلدان العربية تعد من بين أقل أقطار العالم مياها . و يبدو أن سبب ذلك هو موقع العالم العربي بين خطوط الطول و العرض التي تشملها المناطق الصحراوية و شبه الصحراوية . يقدر البعض أن معدل الأمطار على البلاد العربية أقل من 3000 مم / السنة . غير أن هذا المعدل لا يفيد كثيرا لأن مناطق محدودة كلبنان و جنوب السودان يصل المعدل فيها إلى 1500 مم / السنة بينما توجد مناطق شاسعة لا يزيد المعدل فيها عن 5 مم / السنة مثل الصحراء الكبرى في جنوب ليبيا و مصر . مثل هذه الأمطار القليلة لا قيمة لها في تغذية المياه الجوفية أو السطحية لأنها تتبخر تقريبا كلية . و بعبارة أخرى فإن معدل كمية الأمطار السنوية على العالم العربي هي 2200 بليون م3 تقريبا لا يستفاد بأكثر من 15% منها أي 300 بليون م3 سنويا تقريبا موزعة توزيعا غير منتظم . و بالتالي فإن الكثير من الخزانات الجوفية في المنطقة العربية مياهها أحفورية أي غير متجددة . جدول 3 . 6 : توزيع المياه في بعض الأقطار الغنية والفقيرة مائيا . لاحظ أن حصة الفرد في الأقطار الغنية مائيا تقاس بعشرات آلاف الأمتار المكعبة سنويا بينما هي في الكثير من الأقطار العربية أقل من ألف م3 سنويا .
بعض الأقطار الفقيرة مائيا | بعض الأقطار الغنية مائيا
|
حصة الفرد سنويا م3 ( 1000 ) | الاحتياط سنويا م3 ( 1000 ) | القطر | حصة الفرد سنويا م3 ( 1000 ) | الموارد المتجددة سنويا كم3 | القطر
|
0 . 00 | 0 . 00 | الكويت | 672 | 170 | أيسلندة
|
0 . 00 | 0 . 00 | البحرين | 109 | 2901 | كندا
|
0 . 176 | 0 . 00 | الأردن | 96 | 450 | النرويج
|
0 . 03 | 1 . 80 | مصر | 91 | 232 | ليبيريا
|
0 . 06 | 0 . 02 | قطر | 91 | 181 | الكونغو
|
0 . 07 | 0 . 03 | مالطا | 66 | 270 | لاوس |
0 . 15 | 0 . 70 | ليبيا | 35 | 5190 | البرازيل
|
0 . 20 | 0 . 05 | السعودية | 28 | 1019 | زائير
|
0 . 57 | 6 . 00 | المجر | 14 | 2530 | إندونيسيا
|
1 . 22 | 96 . 00 | ألمانيا | 10 | 2487 | أمريكا
|
2 . 17 | 1850 | الهند | 2 . 47 | 2800 | الصين
|
نضيف إلى ذلك أنه حتى في القطر العربي الواحد تهطل الأمطار في ناحية منه بينما الناحية الأخرى تعاني شحا شديدا . و لا تختلف الصورة كثيرا في توزيع أحواض المياه الجوفية أو الأنهار . فجنوب السودان كثير الأمطار بينما شماله الشرقي و الغربي صحراويان . و الأمطار تهطل في غرب الأردن بينما شرقه و جنوبه قاحلان . يوضح الجدول 4 . 6 الصورة الكلية للموارد المائية المتاحة في البلاد العربية عام 2000 مقارنة بالاحتياجات و نصيب الفرد . لاحظ تدني نصيب الفرد في جميع الدول العربية . و ستزداد الحالة سوء مع الزمن بسبب الزيادة في عدد السكان إلا إذا أدخلت مصادر مياه جديدة .
جدول 4 . 6 : الموارد المائية والاحتياجات في البلاد العربية عام 2000، الموارد والاحتياجات بليون م3 / السنة، نصيب الفرد م3 / السنة ويساوي مجموع الموارد مقسوما على عدد السكان . الميزانية تساوي الفرق بين الموارد والاحتياجات موجبا أو سالبا . – تعني صفرا